International Student Day

Event Information

Start Date:
2023-02-21

Event Documents

Download official event documents, evidence files, and legal reports

No documents available for this violation.

Event Details

يــؤكـد الــبــاحـثــون فى تـاريخ الحــركــات الـطلابــيـة في مــصـرأن الــتـحــرك الـوطــنى الــطلابي قـد بــدأ فى مــطـلع الــقــرن الـعــشـرين، فـكــانت مـجــلـة "المــدرسـة " الــتى صــدرت عـام ١٨٩٣ أول مــجـلـة مدرسية عرفتـها الحركة الطلابـية وكانت أهدافهـا تركز على نشر الـــروح الـــوطــنـــيـــة من خلال الأدب وفـــنــونـه.ومـع تأسـيس نادى المـدارس الــعـلـيــا عـام ١٩٠٦ بـدأت الانــطلاقـة الــكـبـرى لــلـحـركـة الــطلابــيــة فى أداء الــدورالــوطــنى الــذى تحدث عنه المؤرخ الفرنسى" والتر لاكير" ليصف الحركة الطلابية المصرية بأنها أعظم الحركات الطلابية قائلاً: " لم يلعب الطلاب دورًا في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب فى مصر"وتوالت إنجازات الحركة الطلابية منذ تأسيسها لتكون عنصراَ فاعلاَ فى كل قضايا الوطن وأولها الاستقلال وجلاء الاحتلال الإنجليزى .وجاءت الحرب العالمية الأولى لتشعل الوعى السياسى للشباب المصرى الذى تبلورت تفاعلاته مع الحياة السياسية فى ثورة 1919 التى قادها الطلاب بشكل رائع حيث أشعلوا المرحلة الأولى منها بمشاركة الفلاحين، وتجلى دورهم القيادى فى تشكيل لجان لجمع توكيلات لسعد باشا زغلول فكان تنسيق العمل بين المجموعات الطلابية بمختلف المحافظات هو من الأسباب الهامة لنجاح تلك المرحلة الثورية ولعل أكبر دليل على قوة مشاركة الطلاب فى الثورة هو أن عدد الطلاب المعتقلين فى أولى أيام الثورة وصل إلى 300 طالب . من تلك اللحظة بدأ إدراك خطورة الحركة الطلابية ومدى قوتها وتأثيرها ، وحدثت حالة من التطور التكتيكى فى مواجهة الحراك الطلابى المؤثر فى مساعى الاستقلال الوطنى على الجانب الآخر بدأ "الوفد" بقيادة سعد زغلول فى بلورة وتنظيم تلك التحركات الطلابية ومجموعاتها، حيث خصص سعد زغلول مقعداَ فى مجلس النواب وأختار لهذا المقعد حسن يس من زعماء الحركة الطلابية وقياداتها فى تلك الأثناء.

 انتفاضة 1935

بعد تعطيل الحياة النيابية فى مصر عام 1928 على يد محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين، بدأ الطلاب فى الانتفاض من جديد ولذلك أصدر قانوناَ يسمى بقانون "حفظ النظام"  فى معاهد التـعليم، الذى يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهرأوبـغرامة من عشرين إلى خمسين جنيهاً، كل من اسـتعـمل القـوة أوالعـنف أوالإرهـاب أو التـهديـد أوالمناورات أوالأعـطـية أوالـوعود أوأى طـريـقة أخـرى لـدعوة تلامـيـذ وطلـبة المدارس أوالـكــلـيـات أو غــيـرهـا من مــعـاهـدالـتــعـلـيم إلـى الـقـيـام  بمظاهرات أوالامتـنـاع عن الدروس أومـغادرة مـعـاهد الـتعـليم أو الانقطاع عنها أوإلى تأليف لجان أو جماعات سياسية للطلبة .تلك الممارسات لم تمنع الطلاب من الانفجار فى وجه الاحتلال عام 1935، حيث اندلعت تلك الانتفاضة بعد تصريح وزير الخارجية البريطاني بضرورة عدم العودة للعمل بدستورى 1923 و1930، وطالب "صامويل هور" بوضع نظام دستورى جديد أسماه "احتياجات مصر"، وخرجت المظاهرات من جامعة القاهرة وحاصرها البوليس وبدأ فى اعتقال عشرات من الطلاب المتظاهرين وتطور الأمر حتى أطلق الجنود النار، فقتل أحد الطلاب. وكانت تلك الانتفاضة هى المرحلة الأكثر تحفيزاَ للحراك الطلابى ضد السلطة بسبب سقوط قتيل من بين صفوف الطلبة وإحالة عدد كبير من الطلاب إلى محكمة عابدين الجزئية وصدور أحكام بغرامات مالية ضدهم.كما وقعت مصر وبريطانيا اتفاقية عام 1936 التى تقضي بدفاع بريطانيا عن مصر ومصالحها، وحددت العلاقة بين القصر وبريطانيا، وذلك فى ظل رفض طلابى واسع لتلك المعاهدة.

انتفاضة 1946 وأحداث كوبرى عباس

ثم توالت الأحداث وبدأت الحرب العالمية الثانية وبدأت السياسة المصرية فى التغير وخفت نجم أحزاب وكيانات وبدأت كيانات أخرى فى الظهور، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وفى فبراير 1945 اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة ـ وكانت بمثابة الاتحاد العام للطلاب ـ  وأصدرت قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة يوم 9 فبراير لمناقشة الحالة الحاضرة، وهاجمت مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا وطالبت بعدم الدخول في المفاوضات إلا على أساس الجلاء التام، ولوحت الحكومة للصحف بالقانون الذي يحظر نشر أخبار صحيحة أو كاذبة عن حوادث الإضراب أو المظاهرات التي يقوم بها الطلبة أو غيرهم وذلك حتى لا تسري عدوى “الهياج العام”، ولكن تزايدت المظاهرات والإضرابات حتى كان يوم 9 فبراير يوم انعقاد المؤتمرات التي دعت لها اللجنة التنفيذية العليا للطلبة.انعقد المؤتمر العام الأول في جامعة فؤاد الأول بالجيزة وشارك فيه كثيرون من طلبة المعاهد والمدارس، وأعلن المؤتمر اعتبار المفاوضة عملاً من أعمال الخيانة يجب وقفه، وطالب بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.بعد ذلك خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وما أن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي ذات اليوم حدثت مظاهرة في المنصورة أصيب فيها 7 طلاب و3 جنود واعتقل أربعة، كما اعتقل عدد من الشباب في أسوان، وفي اليوم التالي عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفي يوم 11 فبراير صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس و لكن لم يمنع ذلك الهيئات المختلفة من الاحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات .وفى يوم 21 فبراير من نفس العام خرجت مظاهرات طلابية فى أنحاء متفرقة من العالم  لتعلن تضامنها مع الطلاب المصريين الذين سقطوا فى ذلك اليوم وتكريماَ لذاكراهم و احتراماً لنضالاتهم ضد الاحتلال و سعيهم لنيل الاستقلال، ليقود الطالب المصرى العالم، وتذكر الحركة الطلابية في مصر كواحدة من أكثر الحركات الطلابية تأثيرًا. يذكر أن هناك رواية أخرى لم تثبت دقتها تاريخياً تقول بأن يوم الطالب العالمى يأتى تخليد لذاكرة النضالات التي خاضتها الحركة الطلابية ضد النازية الألمانية والتي بدأت بمقتل أحد الطلاب ويدعى "جان أوبلاتيل" إثر مسيرة طلابية بمدينة "براغ"، عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقا، في ١٣ نوفمبر ١٩٣٩، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد الحراك الطلابي في المدينة واتساع مجالها، ما دفع النازيين إلى إغلاق كافة المعاهد ومؤسسات التعليم العالي وأعدمت قوات الجيش الألماني تسع معتقلين وقامت بترحيل ١٢٠٠ طالبًا إلى معسكرات الاعتقال النازية وتصفيتهم بشكل جماعي في ١٧ نوفمبر ١٩٣٩،  ليعلن ١٧ نوفمبر يوماً عالمياً للطالب بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة الاتحاد العالمي للطلاب معلنين ذلك اليوم "يوماً ضد الحروب الإمبريالية"، و"من أجل السلام والعدالة والحرية والتضامن والتحرر من الاستعمار".وفى كل الأحوال تظل الحركة الطلابية المصرية في نظر الكثيرين هي الأجدر تاريخياً بكونها تمثل الطالب العالمي، فقد قاد الطالب المصرى انتفاضات كثيرة كان هو المحرك الأساسى لها، وشكل الطالب المصرى فى فترات كثيرة وعى أجيال تسبقه، ولكنه كان أكثر إدراكًا للواقع وكان وعيه يسبق المواقف.